منهاج قراءة الكتب

عنوان: منهاج قراءة الكتب

(الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

يقوم المنهاج على ثلاثة :

1- أصول موصولة .

2- متممات مكملة .

3- وصايا موجهة .

أولاً : أصول موصلة 

قراءة أي كتاب تقوم على أصول ثلاثة : 

أولها : أن يكون القارئ على معرفة بلغة الكتاب .

وثانيها : أن يحدد القارئ هدفه من قراءة الكتاب .

والأهداف التي يتوخاها الإنسان عند قراءته لكتاب (ما) على أنواع ، فمنها : قراءة جَرْد ، وقراءة فهم وتدبر … 

وثالثها : المعرفة بالطريقة التي تتناسب مع الهدف. 

فلكل مقصد طريقة؛ لأن الطرق تختلف باختلاف المقاصد ، فمن أراد أن يختصر كتاباً ـ مثلاً ـ فلابد له من القراءة المتدبّرة، ومعرفة ما هو حشْو من غيره، وما يصلح الإكتفاء به عن غيره من عبارة الكتاب .

ثانياً : متممات مكملة

وثمة مكملات متممة ينبغي رعايتها : 

أولها : التدرج في القراءة وخطواتها .

من التدرج المستحسن :القراءة في الكتب السهلة الواضحة قبل الغامضة المشكلة . 

ومن التدرج أيضا: البدأ بالكتب التي هي أصول العلوم والفنون ، قبل الكتب الخاصة بمسائل فيه، أو المفَرَّعة عليها.

وثانيها : القراءة الصحية .

يذكرها أهل الصحة والتطبب ، ومرجعها إلى ثلاثة أشياء: 

أولها : هيئة القراءة : وينبغي أن يجتمع فيها شرطان : 

(1) أن تكون مريحة للعين الباصرة . (2) أن تكون مريحة البدن . 

ثانيها: مراعاة الوقت : بأن يكون زمن القراءة عند إقبالة النفس وراحتها . 

ثالثها: المكان : بأن يكون مناسبا للقراءة .كخلوه من الضجيج والأصوات المزعجة . 

وثالثها : أن يتعرف المرء على جهات الخلل في أي كتاب يقرؤه .

وذلك أن للخلل مع الكتب جهات بيَّنها الإمام الماوردي  يرحمه الله  في كتابه: ” أدب الدنيا والدين ” ، وخلاصتها: 

1- إسقاط ألفاظ من الكلام كجملة أو سطر.

2- زيادة ألفاظ أثناء الكلام يُشكل بها معرفة الصحيح غير الزائد من معرفة السقيم الزائد فيصير الكل مشكلاً ؛كزيادة جُمَل .

3- إسقاط حروف من أثناء الكلمة الواحدة والكلمة نوعان : 

– كلمة إذا سقط منها حرف بان عند تلاوتها لترددها أو شهرتها . 

– كلمة أخرى إذا سقط منها حرف انقلبت إلى كلمة مغايرة ذات معنى آخر . 

4- زيادة حروف في أثناء الكلمة .

5- وصل الحروف الموصولة ، وفصل الحروف الموصولة .

6- تغيير الحروف عن أشكالها ، وإبدالها بأغيارها .

7- ضعف الخط عن تقويم الحروف على أشكالها الصحيحة ، حتى تصير العين الموصولة كالفاء ـ مثلاً ـ . 

8- إغفال النقط والأشكال التي تتميز به الحروف المشتبهة ، كنقط المعجم من الحروف، فلا فرق-مثلا- بين الغين والعين إلا بذلك . 

ثالثاً : وصايا موجهة

الوصية الأولى : يحْسُن بطالب العلم أن يكوّن مكتبة في مَقَرّ وجوده ؛لأنها آلة التحصيل.

الوصية الثانية : ألا يقدم المرء على اقتناء كتاب إلا بعد حسن اختيار له ، ومعلوم أن الاختيار صناعة العقل، وما كلٌ يُحْسنه،فالناس فيهم العالم القادر على تقويم الكتب ، وفيهم دون ذلك ، وحَقُّه الاستشارة في الكتب . والاستشارة لها شرط وهو أن توقف المستشار على مبتغاك مع كونك تختار المستشار ، ولها أدب وهو أن تتأدب مع من تستشيره ، فلا تخالفه بعد الاستشارة لهوى نفس لا شيء آخر . 

     ومن الكتب التي تعين في معرفة كتب الفنون- ما يسمى بـ ( الكتب الوصفية ) وهي التي تعنى بتوصيف كتب فنّ معين ، مستقرأة قديمها وحديثها ، ففي النحو تجد ـ مثلاً ـ كتاب ” نشأة النحو ” لطنطاوي . 

الوصية الثالثة : :إذا أردت اقتناء كتب فراعي ما يلي: 

1- أن تكوين المرء مكتبة له يأتي عبر الأشهر والسنين غالبا، و لا يكون في عشية وضحاها . 

2- تقديم نوعين من الكتب : 

الأول- الكتب الأصلية في فنها . 

والثاني- المحتاج إليه من كتب في دراسة أكاديمية مثلا، أو درس عند شيخ علم انضم المرء له . 

3- ثمن الكتاب، فكلما قلّ كان أفضل؛حتى يستفاد من بقية النقود في كتب أخرى مثلا ، وينبغي أن يتفقد المرء الكتاب الذي اشتراه من العيوب الطباعية. 

الوصية الرابعة : تتعلق بإعارة الكتب .

     ينبغي ألا يبخل المرء بإعارة كتاب لا يحتاج إليه لمستحق موثوق فيه ، وهو أدب رفيع إلا أن للإعارة آدابا ذكروها ومنها: 

1- أن يكون المستعير مستفيداً من الكتاب الذي طلبه ، ولا يكون متفكهاً بالطلب . 

2- أن تكون على ثقة من إرجاع الكتاب إليك من قبل المستعير منك . 

3- أن تُعَلّم كتابك بعلامة من العلامات حتى لا يذهب عنك ، ككتابة ملكيتك له على طُرَّته، أو وضع ختْم لك عليه. 

وللاستعارة آداب حاصلها أربعة: 

1. أن تصون الكتاب إن استعرته من غيرك عن الآفات. 

2. أن تشكر من أعارك الكتاب .

3. أن تُعيد الكتاب لصاحبه عند انقضاء حاجتك منه، وألا تُطيل بقاءه عندك . 

4. ألا تتصرف في الكتاب المستعار إلا بعد استئذان صاحبه . 

آخر الوصايا : تتعلق بآداب متفرقات مع الكتب :

أولاً : صون الكتب عن الآفات.

ثانياً : وضع الكتب في مكان مناسب لها من البيت وغيره.

ثالثاً : ترتيب الكتب خزانتهاوفهرستها، ومما ذكره العلماء: تقديم كتب تفسير القرآن على كتب اللغة .

رابعاً : كتابة الحواشي والتعليقات وفق آدابها المعتبرة، ومن ذلك :

– أن يكتب التصحيحات لخطأ مطبعي أو نحوه ، على هامش الكتاب على جانبه ويضع بعدها ( صح ) كما هو هدي المحدثين .

– إذا قرأ كتاباً ثم أراد أن يقف ويرجع إليه من وقت لآخر فيكتب عند المكان الذي وقف عنده ( بلغ ) كما هو هدي المحدثين . والأفضل تدوين التاريخ مع ذلك.

– إذا أراد أن يعلّق على جملة قرأها في كتاب فيكتبها على الهامش لكن يعلي الكتابة نحو أعلى الصفحة؛ حتى إذا أراد أن يكتب شيئاً بعد ذلك وجد له متسعاً، وهي من الطرائق المستحسنة التي يفعلها الفقهاء.

– وأن تكون بخط واضح . 

 

تمت بحمد الله

 

 

 **مقتطف من محاضرة: [قراءة الكتب . لماذا؟ وكيف؟ ] 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *