مِن القُرّاءِ مَن هُوَ حاطِبُ لَيلٍ

`▪️كانُوا “يَقُولُونَ فِي الثَّعْلَبِيِّ وَأَمْثَالِهِ: إِنَّهُ حَاطِبُ لَيْلٍ يَرْوِي مَا وَجَدَ، سَوَاءً كَانَ صَحِيحَا أَوْ سَقِيمَا”[منهاج السنة النبوية (7/ 90) لابن تَيمية]

وعِلَّتُه مَا قالَهُ سليمانُ بنُ مُوسَى رحمه اللهُ : “الذي يَأخُذ كُلَّ ما سَمِع= ذاكَ حاطِبُ لَيلٍ” [تاريخ دمشق (22/ 387) لابن عساكر][1]،و”الْعَرَبُ تَضْرِبُ الْمَثَلَ بِحَاطِبِ اللَّيْلِ= لِلَذِّي يَجْمَعُ كُلَّ مَا يَسْمَعُ مِنْ غَثٍّ وَسَمِينٍ، وَصَحِيحٍ وَسَقِيمٍ، وَبَاطِلٍ وَحَقٍّ ؛ لِأَنَّ الْمُحْتَطِبَ بِاللَّيْلِ رُبَّمَا ضَمَّ أفْعَى فَنَهَشَتْهُ، وَهُوَ يَحْسَبُهَا مِنَ الْحَطَبِ”[جامع بيان العلم وفضله ( ص/ 347) لابن عبدالبر]

🔺وهذا المَعنَى تَراهُ صادِقاً فِي قُرّاءٍ، يُوافُونَ مَن حولَهُم بأَنْباءٍ، لكِنْ لكُتُبٍ وكتاباتٍ،دُونَ نَظَرٍ وتَنَقُّداتٍ[تَنَقَّدَ الدَّراهِمَ أوْ نَحوَهَا : مَيَّزَ جَيِّدَها مِنْ رَدِيئِهَا]…وَرُبَّمَا قَرَنَ -لِفْقَ مَا يَنْقُلُهُ- ما يَحسِبُ عَودَهُ علَيهِ بِثَناءٍ…ك : (والكِتابُ قَيِّمٌّ) ، (والكاتِبُ عالِمٌ) ، و(بَحْثٌ نَفيسٌ) ، و(مُتَمَيِّزٌ فِي بابِهِ) . . .فإِذا رازَهُ ذُو عِلْمٍ انْكَشَفَ زَيفُهُ،وتَلاشَى طَيفُهُ…وانَطبَقَ فِيه قَولُ الحَكِيمِ التِّرْمِذِيّ -رحمَه اللهُ-: (ضَعْفٌ ظَاهِرٌ، وَدَعْوَى عَرِيضَةٌ)[سير النُّبلاء (13/440) للذَّهَبِي]

فَلْيَكُنْ لِكُلٍ مِنَّا بِذَلِكَ عِظَة، حَذِرِيْنَ شِبَاكَ النَّفْسِ الْمُغَلَّظَة . . . لَهِجِيْنَ بِدُعَاء: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَهْدِيكَ لأَرْشَدِ أَمْرِي ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي”

““““““`
[1]إِلّا أَنَّهم استَثْنَوا ما خلا عن مُوجِبِ الذَّمِّ ، كالعرْضِ على الشَّيخِ عند المُحدِّثين.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *