♢الْمُدَارَاةُ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ
▪️ومِمّا يَحسِبُه الناسُ مِن إقْدامِ النَّفس وأَنَفتِها= عدَمُ (مُجامَلةِ المُسلِم) بغير قادِحٍ في الدِّين!…والسُّنُّةُ بخِلافِه،”فَمِمَّا وَرَدَ فِيهِ صَرِيحًا لِجَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : (مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ) أَخْرَجَهُ ابْنُ عَدِيٍّ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي <الْأَوْسَطِ> ، وَفِي سَنَدِهِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ضَعَّفُوهُ ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : أَرْجُو أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهِ ، وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي <آدَابِ الْحُكَمَاءِ> بِسَنَدٍ أَحْسَنَ مِنْهُ ، وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ :(رَأْسُ الْعَقْلِ بَعْدَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ مُدَارَاةُ النَّاسِ) أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ” .
قال الحافظ ابنُ حجر العَسقلانيُّ رحمه الله:”معنى (المُداراة) المُجامَلة والمُلايَنة”[فتح الباري(9/252)]،وقال أَيضا: “وضابطُ (المُداراة): أنْ لا يكون فيها قَدْحٌ في الدِّين”[فتح الباري (13/52-53)].
لذا:”قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ : الْمُدَارَاةُ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَهِيَ خَفْضُ الْجَنَاحِ لِلنَّاسِ وَلِينُ الْكَلِمَةِ وَتَرْكُ الْإِغْلَاظِ لَهُمْ فِي الْقَوْلِ وَذَلِكَ مِنْ أَقْوَى أَسْبَابِ الْأُلْفَةِ . وَظَنَّ بَعْضُهُمْ أَنَّ الْمُدَارَاةَ هِيَ الْمُدَاهَنَةُ فَغَلَطَ ; لِأَنَّ الْمُدَارَةَ مَنْدُوبٌ إِلَيْهَا وَالْمُدَاهَنَةُ مُحَرَّمَةٌ”انتهى المراد.
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
مِدرَاسُ الحَنَابِلةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ