▪️قيلَ: “يوسف الصديق وإن كان أجمل من غيره من الأنبياء، وفي الصحيح: ” أنه أعطي شطر الحسن ، فلم يكن بذلك أفضل من غيره، بل غيره أفضل منه، كإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، وموسى، وعيسى، ومحمد، – صلوات الله عليهم أجمعين – .
ويوسف، وإن كانت صورته أجمل، فإن إيمان هؤلاء وأعمالهم كانت أفضل من إيمانه وعمله، وهؤلاء أوذوا على نفس الإيمان والدعوة إلى الله، فكان الذين عادوهم معادين لله ورسوله، وكان صبرهم صبرا على توحيد الله وعبادته وطاعته، وهكذا سائر قصص الأنبياء التي في القرآن… ” انتهى من [“منهاج السنة النبوية” (5/318) للتقي ابن تيمية].
https://cutt.us/8TX9T
▫️إلّا أنّ تَفضِيلَ سَيِّدِنا يُوسُفَ علَيهِ السّلامِ في الصُّورَةِ على سَيِّدِنا الأَعْظَمِ مُحمَّدٍ ﷺ يَرُدُّهُ نُحوُ ما رَواهُ الترمذي رحمه الله في:”الجامِع” من حديث أنس مَرفُوعاً: ( ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت ، وكان نبيكم أحسنهم وجها ، وأحسنهم صوتا )
https://cutt.us/mUGag
https://cutt.us/XVgo2
“أي: [أَحسَن] مِن الكُلِّ، فيشتمل حسن صورة يوسف وصوت داود باعتبار الصباحة والملاحة وزيادة البلاغة والفصاحة”[شرح الشفا للملا علي القاري (1/ 330)]
https://cutt.us/HnHg7
لذا قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في “الفتح” (7/210) :
“قوله: (فلما خلصت ، إذا يوسف) – زاد مسلم في رواية ثابت عن أنس – (فإذا هو قد أعطي شطر الحسن) .وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي وأبي هريرة ، عند ابن عائذ والطبراني : (فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله ، قد فضل الناس بالحسن ، كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب) .
وهذا ظاهره أن يوسف عليه السلام كان أحسن من جميع الناس .لكن روى الترمذي من حديث أنس: (ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت ، وكان نبيكم أحسنهم وجها ، وأحسنهم صوتا) .
فعلى هذا: فيحمل حديث المعراج على أن المراد غير النبي صلى الله عليه و سلم ، ويؤيده قول من قال : إن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه .
وأما حديث الباب : فقد حمله ابن المنير على أن المراد أن يوسف أعطي شطر الحسن الذي أوتيه نبينا صلى الله عليه و سلم . والله اعلم”. انتهى[1] .
https://cutt.us/8TzKz
ثُمَّ إنَّ الْعُلَمَاءَ ” قَدْ صَرَّحُوا بِأَنَّ كَمَالَ الْإيمَانِ اِعْتِقَادُ أَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ فِي بَدَنِ إِنْسَانٍ مِنَ الْمَحَاسِنِ الظَّاهِرَةِ مَا اِجْتَمَعَ فِي بَدَنِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”[ الْمَوَاهِبُ الْمُحَمَّدِيَّةُ بِشَرْحِ الشَّمَائِلِ الْمُحَمَّدِيَّةِ( 1 / 48 = الْعِلْمِيَّة) لِلْجَمَلِ]، قَالَ الشِّهَابُ القَسطَلّانِيُّ( ت / 923 ه) رَحِمَهُ اللهُ فِي ” الْمَوَاهِبُ اللَّدُنِّيَّةُ”( 2 / 5 = الْجنَّان):
” اِعْلَمْ أَنَّ مِنْ تَمَامِ الْإيمَانِ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإيمَانَ بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ خَلْقَ بَدَنِهِ الشَّرِيفِ عَلَى وَجْهٍ لَمْ يَظْهَرْ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ خَلْقُ آدَمِيٍّ مِثْلُهُ”.
https://cutt.us/NUuEF
وصَدَق في :”قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار” في قولِه:
“وكان أجمل الورى وأكملا خلقا وخلقا بل لعمري أفضلا”
https://elibrary.mediu.edu.my/books/2015/MEDIU8196.pdf
🔘تنبيهٌ: كَان الْجَمَالُ النَّبَوِيُّ مُتَوّجًا بِالْهَيْبَةِ والنُّورانِيَّةِ ؛ وَلِذَلِكَ لَمْ يَفْتَتِنْ بِهِ مِنْ يَرَاهُ ﷺ بِخِلَافِ سَيِّدِنا يُوسُفَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
https://cutt.us/aIEIU
وباللهِ التّوفيقُ@
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
مِدرَاسُ الحَنَابِلةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ
[1] وفي ذلك تَقريرٌ لابن قَيِّم الجوزية رحمه الله خالَف فيه التَّقيّ ابنَ تَيميَّة رحمه الله حيث قال في:”بدائع الفوائد” (3/ 206):
“قول النبي صلى الله عليه وسلم عن يوسف “أوتى شطر الحسن ” قالت طائفة المراد منه أن يوسف أوتي شطر الحسن الذي أوتيه محمد فالنبي صلى الله عليه وسلم بلغ الغاية في الحسن، ويوسف بلغ شطر تلك الغاية، قالوا ويحقق ذلك ما رواه الترمذي من حديث قتادة عن أنس قال: (ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت، وكان نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا)…وحديث أنس لا ينافى هذا بل يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الأنبياء وجها وأحسنهم صوتا، ولا يلزم من كونه أحسنهم وجها أن لا يكون يوسف اختص عن الناس بشطر الحسن واشتركوا هم في الشطر الآخر، ويكون النبي صلى الله عليه وسلم شارك يوسف فيما اختص به من الشطر وزاد عليه بحسن آخر من الشطر الثاني. والله أعلم”انتهى.
::::::::::