¤ثَمَّةَ مَن يَتَمَسَّكْ بقَولٍ شاذٍّ مُخالِفٍ لاتّفاقِ الفُقهاءِ بدَعوى كَونِه قد قيلَ عن اجتِهادٍ مِن قائلِه!
•إِلّا أَنَّه يَصدُقُ علَيهِ ما قالَه العلامة عبدالغني النّابُلْسي الحنَفي(ت/1143)رحمه الله في:”نِهاية المُراد”(ص/15):
“الإِجتِهادُ في المُجمَع عليه بقَولٍ يُخالِف، أَو فيما اختَلَفوا فيه على أَقوالٍ مَحصورَةٍ بقَولٍ آخَرَ=باطلٌ لا يَسوغُ لأَحَدٍ في الدِّين، كما صرَّحَ بذلك عُلماءُ:<الأُصول>”انتهى.
¤لذا قال السَّيفُ الآمِدِيُّ رَحِمَهُ اللهُ في:”الإِحكام في أُصُول الأَحكام”(1/268):
” إِذَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعَصْرِ[يَعنِي:أَهْلَ الاسْتِدْلالِ] فِي مَسْأَلَةٍ عَلَى قَوْلَيْنِ هَلْ يَجُوزُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ إِحْدَاثُ قَوْلٍ ثَالِثٍ ؟
•اخْتَلَفُوا فِيهِ:
فَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى الْمَنْعِ مِنْ ذَلِكَ ، خِلَافًا لِبَعْضِ الشِّيعَةِ وَبَعْضِ الْحَنَفِيَّةِ وَبَعْضِ أَهْلِ الظَّاهِرِ…
• وَالْمُخْتَارُ فِي ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ التَّفْصِيلُ ،وَهُوَ:
– أَنَّهُ إِنْ كَانَ الْقَوْلُ الثَّالِثُ مِمَّا يَرْفَعُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلَانِ فَهُوَ مُمْتَنِعٌ لِمَا فِيهِ مِنْ مُخالَفَةِ الإِجْماعِ..
(ف)فِي مَسْأَلَةِ النِّيَّةِ فِي الطَّهَارَة=ِ إِذَا اتَّفَقَتِ الْأُمَّةُ فِيهَا عَلَى قَوْلَيْنِ، وَهُمَا:اعْتِبَارُ النِّيَّةِ فِي جَمِيعِ الطَّهَارَاتِ،وَعَلَى اعْتِبَارِهَا فِي الْبَعْضِ دُونَ الْبَعْضِ.
فَقَدِ اتَّفَقَ الْقَوْلَانِ عَلَى اعْتِبَارِهَا فِي الْبَعْضِ،فَالْقَوْلُ الْمُحْدَثُ النَّافِي لِاعْتِبَارِهَا مُطْلَقًا= يَكُونُ خَرْقًا لِلْإِجْمَاعِ السَّابِقِ.
-وَأَمَّا إِنْ كَانَ الْقَوْلُ الثَّالِثُ لَا يَرْفَعُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلَانِ،بَلْ وَافَقَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْقَوْلَيْنِ مِنْ وَجْهٍ وَخَالَفَهُ مِنْ وَجْهٍ =فَهُوَ جَائِزٌ إِذْ لَيْسَ فِيهِ خَرْقُ الْإِجْمَاعِ…”
¤وصَدَقَ️ الشيخ سَلامَةُ العَزّاميُّ الأَزْهَريّ(ت/1376) رحمه الله في:”فُرْقان القُرْآن”(ص/108) عندما قال:
“أَصْبَحنا في زَمانٍ قَدْ سادَ فِيهِ الجَهْلُ بِما كانَ قَبْلَنا يُعَدُّ مِن بَدِيْهِيَّاتِ العِلْمِ، وانْتَشَرَتْ (فِيهِ) الدَّعْوى حتّى ادَّعَى الإِجْتِهادَ المُطْلَقَ= مَن لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ فِيْ الأَزْمانِ القَرِيْبَةِ مِنَّا لِلْجُلُوسِ بَينَ طَلَبَةِ الْكُتُبِ المُتَوسِّطَةِ.
فَالْتَبَسَ الْحَقُّ بِالْباطِلِ،وَاشْتَبَهَ عَلَى النَّاسِ الإِيمانُ بِالْكُفْرِ،وَالطَّاعَةُ بِالْمَعْصيَةِ!”انتَهَى المُرادُ.
واللهُ الهادِي،لارَبَّ سِواهُ
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
مِدرَاسُ الحَنَابِلَةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ