بطاقة الكتاب |
|
اَلْكِتَاب |
التجسيم (حقيقته وحكمه)
مطوية علمية
|
اَلْمُؤَلِّف |
الشيخ صالح بن محمد الأسمري
|
اَلْفِهْرِس |
مقدمة
الأول: في تعريف التجسيم لغة واصطلاحاً مع وجه الصلة بينهما الثاني: في استحالة التجسيم وما إليه على مولانا جل وعز عقلاً ونقلاً الثالث: في إبطال الشبه الأربع للمجسمة الرابع: في حكم القائلين بالتجسيم في الشريعة الإسلامية
خاتمة
|
|
نموذج:
اعلم –رحمني الله وإياك- أنَّ في (التَّجسيم) مَطالِبَ،وهي:
-المطلب الأول: في تعريفه. حيث إنه تفعيل من (الجسم) ، ويُعرَّف (الجسم) من جهتين:
*الأولى: جهة لغوية. وذلك أن (الجسم) –بكسر الجيم- ما اجتمع من البدن أو الأعضاء، سواء أكان ذلك لبني آدم أم لغيرهم كالبهائم.كذا في : “لسان العرب”(2/99)،و “تاج العروس”(1/7648)؛لذا قال ابن فارس رحمه الله تعالى في: “مقاييس اللغة”(1/457) : “الجيم والسين والميم يدل على تَجمُّع الشَّيءِ”انتهى.
*الثانية: جهة اصطلاحية: وذلك أَنَّ (الجسم) عند أُولي النَّظَر-عبارة عما تَركُّبٍ مِن جَوهَرَين فأَكثر.قاله الدُّسوقِيُّ رحمه الله تعالى في: “حاشية شرح الصُّغْرى”(ص/129).و (الجوهر) هو الذي لم يَتركَّب بسبب أنَّه بلغ في الدِّقَّة إلى حَدٍّ لا يَقبَل معه القِسْمةَ عَقْلا.
وإِذا كان المُقرَّر عند (جُمهور أَهلِ السُّنَّة أَنّ العالَم مَحصورٌ في شيئين: الأَجْرام والأَعْراض)-كما في: “حاشية شرح الصغرى”(ص/ ) –فإنّ الجِرْم هو المُتَحيِّز،قال في : “حاشية شرح الصغرى”(ص/129): “ويَقع في كلام أهل هذا الفَنِّ أَلْفاظٍ ثلاثةٍ: التَّحيُّز والمُتَحيِّز والحَيِّز؛
-فالمُتَحيِّز: الجِرْم.
-والتَّحيُّز: أَخذُه قَدْرَ ذاتِه مِن الفراغ.
-والحَيِّز: هو القَدْر الذي أَخَذَه الجِرْم مِن الفراغ،وإنما عبر بالجِرْم دُونَ الجسم والجَوهر= لأنّه أَعمُّ مِنهما؛ إِذْ هو عبارةٌ عمّا أَخذَ قَدْر ذاته مِن الفراغ،سواء كان مُركَّباً أَوْ لا. والجَوهَر هو الذي لم يَتَركَّب بأن بلغ في الدِّقَّة إلى حَدٍّ لا يَقبَل معه القِسْمة عَقْلا،والجسم عبارة عما تَركَّب مِن جوهرين فأكثر.
-فلو قال –قائل- : (بأن يكون جسما) لاقتضى أنّ مُماثَلتَه للحوادث إِنّما تكون بكونه مُركَّباً، فلو كان جَوهراً فَرْداً لا يكون مُماثلا!
-ولو قال –قائل-:( بأَنْ يكون جَوهراً) لاقتضى أنه إنما يكون مُماثِلاً بسبب كونه جَوهراً، فلو كان مُركَّباً لا يكون مُماثلاً.
فعَبَّر بالجِرْم الصّادِق بكُلٍّ مِنهما”انتهى.
Oومِن ثَمَّ يَتَبيَّن وجْهُ الصِّلةِ بين المعنى اللُّغوي ل(الجسم) والمعنى الإِصطلاحي،وهو التركب،وفي ذلك يقول مُرتَضى الزَّبِيدي رحمه الله تعالى –كما في:”الجرجاني على المواقف”(2/323)-: “لَفظ (الجسم) بحسب اللُّغة= يُنبِيئ عن التَّركيب والتَّأْليف”انتهى المراد.
وإِنْ كان التأليف في حقيقة (الجسم) إِلا أنّه قد اختُلِف في أَقلِّ ما يُتَرَكَّب مِنه،فالمَشهور عند الحُكماء -مثلا- أنّه (جَوهَرٌ يُمكِن أَنْ يُفرَض فيه أَبعادٌ ثلاثةٌ مُتقاطِعةٌ،وهي: الطُّول والعَرْض والعُمْق)قاله الإِيجي رحمه الله تعالى في: “المواقف”(2/312-مع الجرجاني).
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
الدِّيارُ الحِجازِيَّةُ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ