بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل المنع خشية أن تكون مشتملة على كفر أو محرم، قال ابن علان رحمه الله تعالى في: “الفتوحات الربانية”(4/40) : “وحكم الرقية: أنها إن كانت من كلام الكفار، أو من الرقى المجهولة، أو التي بغير العربية، أو مالايعرف معناها-فهي المذمومة؛ لاحتمال أن معناها كفر، أو قريب منه”انتهى.وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في: “الإفادة في آداب العبادة” : “يشترط في كل رقية: أن يخلو عن الأسماء والكلمات المجهولة المعنى؛ لأنها قد تكون كفرا لاشتمالها على الإقسام بملك أو جني، والتعظيم له بنحو وصفه بالتأثير والألوهية”انتهى.
لكن تساهلوا فيما كان عن ثقة على وجه بينه ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى في: “الإيعاب شرح العباب” بقوله: “كتب الحروف المجهولة للأمراض: لايجوز الإسترقاء ولا الرقي بها؛ لأن من الرقى مايكون كفرا،..نعم إن وجد منها في كتاب من يوثق به علما ودينا، فإذا أمر بكتابتها أو قراءتها احتمل القول بالجواز حينئذ؛ لأن أمره بذلك الظاهر أنه لم يصدر منه إلا بعد إحاطته واطلاعه على معناها، وأنه لامحذور في ذلك.
وإن ذكرها على سبيل الحكاية عن الغير الذي ليس هو كذلك، أو ذكرها ولم يؤمر بقراءتها ولا التعرض لمعناها، فالذي يتجه بقاء التحريم بحاله، ومجرد ذكره لها لايقتضي أنه يعرف معناها، فكثير من أرباب هذه التصانيف يذكرون ماوجدوه من غير فحص عن معناه ولاتجربة لمبناه، وإنما يذكرونه على جهة أن من يستعمله ربما انتفع به”انتهى.
وعليه يفهم قول من قرر عدم التحريم ، ومنهم ابن قاسم رحمه الله تعالى حيث قال: “مسألة: هذه الطلمسات _وهي الخطوط المجهولة المعنى_التي تكتب للمنافع مجهولة المعنى هل يحل كتابتها؟ الجواب: تكره ولاتحرم”انتهى.
مقتطف من (مسائل في الرقية)
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
الدِّيارُ الحِجازِيَّةُ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها الله
تمت بحمد الله