بسم الله الرحمن الرحيم
عدّ بعضهم قوله تعالى : ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: 42]من باب (الصفات السمعية) ،وقال الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله في جزء: “التحذير من مختصرات الصابونيّ“
(ص/350-الردود) : “ الآية فيها إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى ، كما في حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ و خير ما يفسر فيه القرآن بعد القرآن السنة النبوية و الحديث صريح في إثبات صفة الساق لله سبحانه و تعالى“ أ.هـ
وهذا شذوذ عما عليه جمْهرة المفسرين، يقول النووي رحمه الله تعالى في: “شرح مسلم”( / ) : ” ضبط ( يكشف ) بفتح الياء وضمها وهما صحيحان . وفسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث الساق هنا بالشدة أي يكشف عن شدة وأمر مهول , وهذا مثل تضربه العرب لشدة الأمر , ولهذا يقولون : قامت الحرب على ساق , وأصله أن الإنسان إذا وقع في أمر شديد شمر ساعده وكشف عن ساقه للاهتمام به”أ.هـ المراد .
والآثار في ذلك معروفة، ومنها قول ابن عباس (رضي الله عنهما) : “إن الله يكشف عن قدرته التي تظهر بها الشدة” ]أخرجه الحاكم في : “المستدرك” (2/499) وصححه، وقال الحافظ ابن حجر (رحمه الله) في : “الفتح” (13/428) :” إسناده حسن” ا.هـ.[،يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في: “فتح الباري”( / ) : ” أخرج أبو يعلى بسند فيه ضعف عن أبي موسى مرفوعا في قوله : ( يوم يكشف عن ساق ) قال ” عن نور عظيم , فيخرون له سجدا ” وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله ( يوم يكشف عن ساق ) قال : عن شدة أمر , وعند الحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : هو يوم كرب وشدة“أ.هـ.
وشرح ذلك أبو الفضل الآلوسي (رحمه الله تعالى) في: ” روح المعاني ” (16/58-59)، حيث قال: ” المراد بذلك اليوم عند الجمهور: يوم القيامة. والساق ما فوق القدم ، وكشفها والتشمير عنها مثل في شدة الأمر وصعوبة الخطب، حتى إنه يستعمل بحيث لا يتصور ساق بوجه، كما في قول حاتم:
أخوالحرب إن تمضت به الحرب عضها=وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
وقول الراجز:
عجبت من نفسي ومن إشفاقها ومن طواء الخيل عن أرزاقها
في سنة كشفت عن ساقها صحراء تبري اللحم عن عراقها
وأصلة تشمير المخدرات عن سوقهن في الهرب، فإنهن لا يفعلن ذلك إلا إذا عظم الخطب واشتد الأمر، فيذهلن عن الستر بذيل الصيانة” ا.هـ.
وعليه: أنكر سعيد بن جبير (رحمه الله تعالى) إضافة (الساق) إلى الله تعالى في الآية، فقد خرج عبد بن حميد وابن المنذر عنه أنه سئل عن الآية، فغضب غضباً شديداً، وقال: ” إن أقواماً يزعمون أن الله تعالى يكشف عن ساقه! وإنما يكشف عن الأمر الشديد”.
هذا، وبالله التوفيق.
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
الدِّيارُ الحِجازِيَّةُ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها الله
تمت بحمد الله