مسألة: أكل لحــم الضــب

مسألة: أكل لحم الضب

بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

 

 

 

  في أكل لحم الضب خلاف بين الفقهاء،وحاصله قولان مشهوران :

     أولهما: حرمة ذلك . وهو معتمد مذهب السادة الحنفية ـ كما في :”بدائع الصنائع” (5/36) للكاساني ـ .

     والثاني: جوازه . وعليه الأكثر ، قاله الموفق رحمه الله كما في :”المغني” (11/81 ـ مع الشرح الكبير) . وهو مذهب السادة المالكية ـ كما في :” حاشية الدسوقي” (2/137) ـ والشافعية ـ كما في :”شرح المنهاج” (2/272) ـ والحنابلة كما في :”الشرح الكبير”(1/81) ـ .

     والمختار الجواز ، ومن أدلة ذلك حديث سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً : ( الضب لست آكله ولا أحرمه ) رواه البخاري في :”الصحيح” (7/84) وفي رواية عند مسلم (6/67) (كلوا فإنه حلال ولكنه ليس من طعامي ) . وأما حديث عبد الرحمن بن شبل الأنصاري رضي الله عنه وفيه :” نهى رسول الله ? عن أكل لحم الضب ” فرواه أبو داود في :”السنن” (2/318) وقد ضعَّف سنده جماعة ومنهم البيهقي في :”السنن” (9/326) لكن قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في :”شرح البخاري” (9/665) :” أخرجه أبو داود بسند حسن” ا.هـ. فلعله منسوخ قاله في :”فتح الباري” ، ودليل الجواز أقوى قال النووي رحمه الله في :”شرح مسلم” (13/97):

     “أجمع المسلمون على أن الضب حلال ، وليس بمكروه ، إلا ما حكي عن أصحاب أبي حنيفة من كراهته ، وإلا ما حكاه القاضي عياض عن قوم أنهم قالوا هو حرام ، وما أظنه يصح عن أحد ، وإن صَحَّ عن أحد فمحجوج بالنصوص وإجماع من قبله” ا.هـ.

     هذا، والله الموفق .

 

تمت بحمد الله

 

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *