اعلم -علمني الله وإياك- أن ما يضاف إلى الله تعالى من صفات نوعان:
أولهما: الصفات الذاتية الواجبة. وعدها متكلمة أهل السنة ب(عشرين صفة) ، وأصلها صفات المعاني السبع، وهي: الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام. وزاد السادة الماتريدية صفة التكوين.
وهذا النوع لا ينفك عن الذات الإلهية أزلا وأبدا، وهو غير مجهول المعنى، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته، وواجب اثباتها لله سبحانه، والجهل بها يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
الثاني: الصفات السمعية، كالوجه واليد وغيرها. فهذه داخلة في المتشابه، والعلم به راجع لحقيقة الوقف في الآية، وهي قوله تعالى: “وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم …”[آل عمران: 7] ثم اختلف فيها ، يقول العلامة البكي رحمه الله تعالى في: “شرح الحاجبية” – كما في: “شرح الإحياء”(2/181) – :
“اختلف أهل السنة في اتصاف الباري تعالى بهذه الصفات التي ظاهرها محال على ثلاثة أقوال:
الأول: قول السلف إنها هي صفات زائدة على السبع الله أعلم بحقائقها،وهي أحد قولي الأشعري، وهو قول مالك، وإليه يشير الإمام أحمد بقوله: (الآيات المتشابهات خزائن مقفلة حلها تلاوتها.
الثاني: كلها مجازات يدل بها على تلك الصفات الثمانية عقلا وسمعا، وهذا قول الحذاق من الأشاعرة.
الثالث: الوقف، وهو اختيار صاحب: “المواقف” و “المقترح”
ثم أهل التأويل اختلفوا على طريقتين:
الأول: طريق الأقدمين كابن فورك، بحملها على مجازاتها الراجعة إلى الصفات الثابتة غقلا.
الثاني: طريق المتأخرين، وهي التي كانت مركوزة في قلوب السلف قبل دخول العجمة برد هذه المتشابهات إلى التمثيل الذي يقصد به تصور المعاني العقلية بإبرازها في الصور الحسية قصدا إلى كمال البيان”انتهى
وبالله التوفيق.
تمت بحمد الله
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
مِدرَاسُ الحَنَابِلةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ