عنوان: شيخنا العلامة محمد صالح الغرسي
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا القدوة العلامة المحقق محمد صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن موسى ثم علي باشا(الجد العاشر)الغُرْسي، المولود سنة(1953م)أو قبلها بسنتين أو ثلاث في بلاد ماردين من ديار بكر بدولة تركيا
ودرس الشيخ على أساتذة بلده علوم العربية والشريعة كالشيخ عبدالعزيز الغرسي رحمه الله تعالى تلميذ الشيخ خليل عبدالكريم كوننج، ثم رحل بعد بلوغه لبلدات أخرى طلبا للعلم سنوات، أخذ فيها على عدد من العلماء أبرزهم: الشيخ عبدالصمد الجُوْماني،والشيخ عبدالله العَوِني، والشيخ محمد أمين أَرَّ الجَرْموكي،والشيخ فخر الدين البَلْطماني،والشيخ محمد العربْكَنْدي….حصَّل خلالها الإجازة العلمية خصوصا عن شيخه الإمام محمد شريف العربكندي الحسيني(ت/1987 م) حتى أنه ناب عن شيخه في تدريس العلوم مدة سنتين بمدرسته ببلدة عربكند، قال عنه شيخنا الغرسي في: “الشيخ محمد العربكندي وحياته العلمية”(ص/5) : “ كان الشيخ العربكندي يعنى بتدريس الكتب المعمقة العالية المستوى التي هي من تآليف كبار الأئمة وعباقرة المحققين، أما الكتب المنخفضة المستوى فلم يكن الشيخ يعير لها بالا، ولا ينظر فيها، ولا يسمح بقراءتها عليه، درست عليه كتاب مختصر المعاني فلم يكن يسمح بقرائة شيء من حاشية الدسوقي عليه، وكنانقرء له إما من المطول للتفتازاني ، أو من حاشية السيد الشريف عليه أو من حاشية السالكوتي، ودرست عليه قطعة من شرح المحلي لجمع الجوامع، فلم يكن يأذن لنا بقرائة شيء من حاشية البناني عليه، ولم يكن هو ينظر في هذه الحواشي، ولا كان يقرأ منها، وكان يقول عن الدسوقي والبناني وأمثالهما: هؤلاء كثيرامالا يفهمون الكلام الذي يتكلمون عليه على الوجه السديد.
وكان في إلقائه للدرس يعتني بأربعة أمور: الأول: حل العبارة المغلقة، الثاني: بيان النكات الدقيقة، الثالث: نقد الأخطاء التي وقعت في كلام المؤلف، الرابع: الترجيح بين الآراء في مسائل الخلاف أ ورد الآراء وبيان رأيه الخاص به في المسألة:
أقول لمن لا يرى للمعاصر شيئا ـــــ ويرى للأوائل التقديما
وقد أكرمني الله بتلقي العلم والعمل على مولانا الشيخ الغرسي رضي الله عنه، فدرستُ عليه في الأصول كتبا…وأجازني علميا شفاهة وكتابة مع إلباسي الجُبَّة والعمامة كما هي العادة العلمية عند علماء تركيا في مدارسهم،وللشيخ مؤلفات سار فيها على سَنَن التحقيق،وهي نحو ثلاثين مؤلفا، وربما أخلصه ذلك إلى مخالفة المشهور في مباحث، كحاشيته على “شرح الجوهرة للبيجوري” و “حاشية المسامرة”، و”منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق والأوهام”…
رضي الله عن شيخنا الغرسي ونفعني بعلومه في الدارين-آمين