Search
Close this search box.

من أنوار قوله تعالى ( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه)

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال تعالى: «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، سلامٌ عليكم، لا نبتغي الجاهلين» [القصص: 55].

 

في الآية الكريمة إرشادات وإشارات، ومنها:

 

– أولاً: في قوله: «وإذا سمعوا» حكاية حال لازمة ينبغي أن يكون عليها أهل الإيمان، لا أن ذلك فِعلٌ يُؤتى به أحياناً. ومن المقرر عند العلماء: (الأمر بالشيء يشمله وما به يكون عادةً أو شرعاً).

 

– ثانياً: في قوله: «سمعوا» حكاية عن حال، وفرقٌ بين السماع والاستماع، ومفهومه: أنهم لا يتقصَّدون مجالس اللغو وأهلها.

 

– ثالثاً: في قوله: «سمعوا اللغو» أعرضوا ربطٌ بين مَوْقفٍ وسبب.

 

 فالموقف هو الإعراض عن اللغو، والسبب سماع اللغو. وعليه: فإن موقف المسلم مبنيٌّ على شيئين هما: التَّثبُّت [بلوغ اللغو لأسماعهِ]، ومناسبة الموقف للسبب [الإعراض عن اللغو]. ووضع الشيء في موضعه إصابةٌ وحكمة.

 

– رابعاً: في قوله: «اللغو» إشارة إلى اللعن والشتم ونحوهما. وهو تعبير عن الأفراد بلفظ يَدُل عليها لكن بما يُناسب المقام، والمقام مقام بيان أدب أهل الإيمان مع مَن يُسيء إليهم بالألفاظ؛ لذا ناسَبَ الدلالة على تلك الألفاظ الجارحة بلفظ غير جارح.

 

– خامساً: في قوله: «أعرضوا عنه» أي: ببواطنهم وظَواهرهم؛ لأن انشغال المؤمن باللَّغو حُمْقٌ في العقل، وإضاعةٌ للوقت، وانفعالٌ للنفس في غير طائل بل فيما قد يَضُرُّها.

 

– سادساً: في قوله: «وقالوا لنا أعمالنا» صَفْحٌ عنْ مَنْ استوجب العقوبة مع القدرة على ذلك، مع إشعاره بالصَّفح وأنه لن يَنَاله أذىً بسبب اعتدائه باللعن والشتم وما إليهما.

 

– سابعاً: في قوله: «لا نبتغي الجاهلين» اخبارٌ عن عِلِّة الصفح، وعدم مُجارات أهل اللغو في باطلهم، وهي: أن طريق اللغو لا يَسْلكه أهل الإيمان.

 

 

 

أول رجب لسنة (1434ه)

وكَتَبَ/

(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به

الدِّيارُ الحِجازِيَّةُ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ

 

تمت بحمد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *