مسألة: إياكم والنعي
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
حديث : “إياكم والنعي، فإن النعي من عمل الجاهلية” . رواه الترمذي برقم (984) من طريق محمد بن حميد الرازي، قال : حدثنا حكَّام بن سلم وهارون بن المغيرة عن عنبسة عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره، ورواه الترمذي أيضاً برقم (985) من حديث سفيان الثوري عن أبي حمزة عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله نحوه ولم يرفعه ـ كذا في : “تحفة الأحوذي” (60/4)، وقال الترمذي : “وهذا أصح من حديث عنبسة عن أبي حَمْزة، وأبو حمزة هو ميمون الأعور وليس بالقوي عند أهل الحديث” ا.هـ .
وقال المجد ابن تيمية رحمه الله تعالى في : “المنتقى” (580/1 ـ 581) : “عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : “إياكم والنعي؛ فإن النعي عمل الجاهلية” رواه الترمذي كذلك . ورواه موقوفاً وذكر أنه أصح” ا.هـ . وقال الدار قطني رحمه الله تعالى في : “العلل” (5/165) : “والصحيح من قول عبدالله” ا.هـ .
وأما الإخبار بوفاة المتوفى للصلاة عليه، ونحو ذلك فليس منهياً عنه، يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في : “شرح مسلم” (21/7) شارحاً حديث نعي النبي صلى الله عليه وسلم للنجاشي:” وفيه : استحباب الإعلام بالميت لا على صورة نعي الجاهلية، بل مجرد إعلام الصلاة عليه، وتشييعه وقضاء حقه في ذلك، والذي جاء من النهي عن النعي ليس المراد به هذا، وإنما المراد نعي الجاهلية المشتمل على ذكر المفاخر وغيرها” ا.هـ .
وفي ذلك آثار، ومنها ما أخرجه عبدالرزاق في : “المصنف” (برقم : 656) وابن أبي شيبة في: “المصنف” (276/3) عن إبراهيم النخعي رحمه الله تعالى أنه قال : “لا بأس إذا مات الرجل أن يُؤْذِن صديقه، إنما كانوا يكرهون أن يطاف في المجالس أَنْعي فلاناً كفعل الجاهلية” .
وهذا، بالله التوفيق .
تمت بحمد الله