بسم الله الرحمن الرحيم
كان شيخنا أحمدُّو محمد حامد الإدريسي الشنقيطي(المتوفي في ربيع الأول 1428 في موريتانيا) -بحرا في علوم اللغة، ضابطا لمذهب السادة المالكية،عالما بعلوم الشريعة والآلة والنسب، مع تنسك وتعبد، ودماثة أخلاق،…وكان آية في استظهار المتون والدواوين والشواهد والمنظومات، يسردها دون تلعثم…تلقى علومه في محاظر شنقيط بموريتانيا، على علماء أفذاذ، وكان من بيت فضل وفي ناحية تعنى باللغة العربية رضي الله عنه.ولقد صدق الحبيب أبوبكر المشهور حفظه الله بقوله عنه في كتابه: “قبسات النور”(ص/ 194) : “إمام أهل اللغة في عصره،العلامة الفقيه الشريف،الشيخ أحمدُّ-بتشديد الدال وضمها-ابن محمد حامد الحسني الشنقيطي…وكان الشيخ أحمدُّ المشار إليه آية في العلم والورع،وبحرا غزيرا متلاطم الأمواج في اللغة وأشعار العرب،لايُهْتدى لشاطئه ولا يُسْبر غورُه في النحو والصرف،وفقيها مالكيا من الرعيل الأول، مُستحضِرا ل(مختصر سيدي خليل)محقِّقا لمعانيه،مُستحضِرا لأقوال المالكية،مع تواضع جمٍّ،وخُمول دائم”أ.هـ.
ابتدأتُ في الدراسة على شيخنا العلامة أحمدُّو سنة (1410هـ) بالمدينة المنورة في المسجد النبوي، وقد منَّ الله عليَّ بقراءة كتب في فنون عليه؛ لتفرغه للتعليم طيلة يومه،مع بذله للعلم وسهولة الوصول إليه، ومن الكتب: الآجرومية ،والألفية،ولامية الأفعال،ولاميةالعرب،والمعلقات،ونظم ابن عاشر مع ميُّارة الصغير، ونظم المنطق للأخضري…وغيرها.
وكنت أسجل الدروس بآلة تسجيل صوتي غالبا لسرعة القاء الشيخ للدرس، مع كونه يتنقَّل ويتلثَّم كثيرا هَرَباً من ملاحقات هيئة المسجد النبوي له؛ لأنه ممنوع من التدريس…وكان الشيخ يقول سرا: “يمنعونني لأني لم أوافقهم!” ، ومعروف عن شيخنا تعصُّبه لمذهبه المالكي، ومعتقده الأشعري، ومَشْربه الصوفي…وقد حاول ثَنْيه عن ذلك علماء ودعاة فيَرُدُّ عليهم بالشواهد اللغوية،خاصة في باب الصفات السمعية ،،،وكم مَرَّةٍ يفاجؤني بإمساك يدي وأنا بصدد البحث عنه، وأحيانا وهو في صلاة!...وفي “شرح الخرشي على مختصر خليل”(1/325) : “وَلَا يُكْرَهُ السَّلَامُ عَلَى الْمُصَلِّي فِي فَرْضٍ وَلَا نَافِلَةٍ” انتهى .
رحم الله شيخنا ورضي عنه ونفعني بعلومه في الدارين-آمين
وكَتَبَ/
(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به
الدِّيارُ الحِجازِيَّةُ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها الله
تمت بحمد الله