حكم لبس خاتم الفضة للرجال

 

عنوان: حُكم لبس خاتم الفضة للرجال

بقـلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المذهب عند السادة الحنابلة جواز لبس الرجال لخاتم الفضة دون استحباب. قال في “الإنصاف” (3/142): “اتخاذ خاتم الفضة للرجل: مباح على الصحيح من المذهب, وعليه أكثر الأصحاب” أ.هـ. وبه جزم في “كشاف القناع” (2/236). وفي “مسائل الإمام أحمد لأبي داوود” (ص/262) أن الإمام سئل عن لُبْس الخاتم؟ فقال: ليس به بأس, ولكن لا فضل فيه” أ.هـ.

ولذلك أدلة منها ما خرَّجه البخاري (برقم: 5873) ومسلم (برقم: 54) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من ورق, وكان في يده, ثم كان بَعْدُ في يد أبا بكر, ثم كان بَعْدُ في يد عمر, ثم كان بَعْدُ في يد عمر, حتى وقع بَعْدُ في بئر أَريس, نَقْشُهُ: محمد رسول الله”.

وبمذهب الحنابلة قال الجمهور كما في “شرح مسلم” (14/55) للنووي, وهو مذهب الحنفية _كما في “حاشية بن عابدين” (6/358) و “الفتاوي الهندية” (5/335)_, ومذهب الشافعية _كما في : “المجموع شرح المهذب” (4/331)_ خلافاً للمالكية, فإن مذهبهم استحباب لبس الخاتم _كما في “عقد الجواهر الثمينة” (3/526) وغيره_. وأما القول بكراهيته إلا لذي سلطان فقال ابن رجب في: “أحكام الخواتم” (ص/39): “قاله طائفة من الأصحاب” ونقله في: “الإنصاف” (3/142) لكنه شاذ, قال النووي في “شرح مسلم” (14/255): “وكره بعض علماء الشام المتقدمين لُبْسُه لغير ذي سلطان, ورَوَوا فيه أثراً وهذا شاذ مردود” أ.هـ.

فائدة: الأفضل في المذهب لبس الخاتم في الخنصر من أصابع اليد اليسرى, ويُكره في السبابة والوسطى قرَّرَه في “الإنصاف” (3/143). وكون اللبس في اليسار أفضل هو مذهب الحنفية _كما في “حاشية ابن عابدين” (6/361)_ والمالكية _كما في “عقد الجواهر الثمينة” (3/526)_ وقرره عن الحنابلة في “كشاف القناع” (2/236) و “الإنصاف” (3/143) وقال: “والصحيح من المذهب أن التختم في اليسار أفضل, نص عليه في رواية صالح والفضل بن زياد. وقال الإمام أحمد: هو أقرب وأثبت وأحب إليّ” أ.هـ. ولذلك أدلة منها حديث أنس وفيه قال: “كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلَّم في هذه, وأشار إلى الخُنْصُر من اليد اليُسرى” رواه مسلم (برقم: 63) وقال البغوي في “شرح السنة” (12/57): “وكان آخر الأمر من النبي صلى الله عليه وسلم لُبْسُهُ في اليسار” أ.هـ.

 هذا والله أعلم.

تمت بحمد الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *