حكم صلاة العيد في البيوت على المذهب الحنبلي

عنوان: حكم صلاةِ العِيدِ في البُيوتِ على المَذهَب الحَنبَلِي

بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنْ أُقيمَ (فرضُ الكِفايَة) في البَلَد= “فَيُسَنُّ لِمَنْ فَاتَتْهُ الْعِيدُ مَعَ الْإِمَامِ قَضَاؤُهَا فِي يَوْمِهَا قبلَ الزَّوالِ وَبَعْدَهُ عَلَى صِفَتِهَا لِفِعْل أَنَسٍ[1] وكَسائرِ الصَّلَوَاتِ كَمُدْرِكِ إمَامٍ فِي التَّشَهُّدِ لِعُمُومِ: (ما أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فاقْضُوا)”[شرح منتهى الإرادات(1/404)للشيخ منصور البهوتي]

وَكَذَا الْحُكْمُ لَوْ أُخِّرَتْ الصَّلَاةُ عَنْ يَوْمِهَا وَلَوْ لِغَيْرِ عُذْرٍ ، قَالَ الشَّيْخُ مَنْصُورٌ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي : “شرح المُنْتَهى”(1/324) :

“وأما مَنْ فَاتَتْهُ [صَلاةُ العِيدِ] مَعَ الْإِمَامِ فَيُصَلِّيهَا مَتَى شَاءَ ؛ لِأَنَّهَا نَافِلَةٌ لَا اجْتِمَاعَ فِيهَا ، وَكَذَا لَوْ مَضَى أَيَّامٌ وَلَمْ يَعْلَمُوا بِالْعِيدِ ، أَوْ لَمْ يُصَلُّوا لِفِتْنَةٍ وَنَحْوِهَا أَوْ أَخَّرُوهَا بِلَا عُذْرٍ”انتهى.

وَأَمَّا إذَا لَمْ يُؤَدَّ فَرْضُ الْكِفَايَةِ في بَلَدٍ بِشُرُوطِه مُطْلَقاً= فَلَا يُؤْتَى بِالْقَضَاء حِينَئِذٍ ، وَالْجَمَاعَةُ الْمُشْتَرَطَةُ فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ هِيَ شَرْطٌ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ فِي الْمَذْهَبِ الْحَنْبَلِيّ -كما في نَحوِ ما في:”كشاف القناع” (2/52)-[2]، فَلَا يَصِحُّ الْمَجِيء بِصَلَاةِ الْعِيدِ بِدُونِ الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ ،كَأَنْ تُصَلَّى مِن آحادِ المُسلِمين في البُيوت!
https://2u.pw/KqdEY

وعلَيهِ: فلا يَصِحُّ وَفْق (المَذهَب الحَنبَلِي) فِعلُ (صلاةِ العِيدِ) في البُيوتِ خَشيَةَ وَباءٍ أَوجَبَ ما يُسمَّى ب(التَّباعُد الإِجتِماعِيّ)؛ لفَقدِ شَرطِ (الجَماعَة) والذِي هُو: (حُضُورُ أَرْبَعِينَ مِنْ أهْلِ وُجُوبِهَا)

واللهُ أَعلَم@


[1]قال البخاري في “الصّحيح”: “باب: إذا فاتته صلاة العيد يصلي ركعتين، وكذلك النساء ومن كان في البيوت والقرى لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (هذا عيدنا أهل الإسلام)، وأمر أنس بن مالك مولاه ابن أبي عتبة بالزاوية فجمع أهله وبنيه وصلى كصلاة أهل المصر وتكبيرهم”وأثر أنس المذكور قد وصله ابن أبي شيبة في: «المصنف» كما في:”فتح الباري”(3/127)لابن حجر العسقلاني رحمه الله.
https://2u.pw/BhjNi

“وَهُوَ مُخَيِّرٌ إِنْ شَاءَ صَلَّاهَا وَحْدَهُ وَإِنْ شَاءَ فِي جَمَاعَةٍ.قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ: أَيْنَ يُصَلِّي ؟ قَالَ: إِنَّ شَاءَ مَضَى إِلَى الْمُصَلَّى وَإِنَّ شَاءَ حَيْثُ شَاءَ”[المُغنِي(2/290)للموفق ابن قدامة]،وَفِي : “كشاف القناع”(2/57) : “وإِنْ فَاتَتْهُ صَلَاةُ الْعِيدِ مَعَ الْإِمَامِ = سُنَّ لَهُ قَضَاؤُهَا عَلَى صِفَتِهَا . . مَتَى شَاءَ قَبِلَ الزَّوَالِ أَوْ بَعْدَهُ وَلَوْ مُنْفَرِدًا أَوْ فِي جَمَاعَةٍ دُونَ الْأَرْبَعِينَ ؛ لِأَنَّهَا صَارَتْ تَطَوُّعًا ، لِسُقُوطِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ بِالطَّائِفَةِ الأُولَى”

[2]قَالَ فِي : “مُنْتَهَى الإِرادات”(2/39) :
“ومِن شَرْطِ صَلَاةِ الْعِيدَيْنِ : وَقْتٌ وَاسْتِيطَانٌ وَعَدَدُ جُمُعَةٍ ، لَا إذْنُ إِمامٍ”

لكنْ حَكَى في:”الإِنصاف” رِوايَةً مُخالِفةً للمَذهبِ= تُصحِّح ذلكَ…كما هُنا:
https://2u.pw/yYwKD

.

.

0 Responses

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله خيرا سيدي وأحسن إليكم

اترك رداً على احمد بن موسى الهوساوي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *