عنوان: حكم زكاة الحُلِي
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
بسم الله الرحمن الرحيم
للفقهاء في زكاة الحلي المباح المعدّ للإستعمال من ذهب وفضة كالذي تلبسه المرأة قولان :
أولهما : فيه الزكاة . وإليه ذهب الحنفية ـ كما في : ” بدائع الصنائع ” (2/845) ـ . وهو المنقول عن داود الظاهري .
والثاني : ليس فيه الزكاة . وإليه ذهب المالكية ـ كما في : ” حاشية الخرشي ” (2/182) ـ والشافعية ـ كما في : ” مغني المحتاج ” (2/390) ـ والحنابلة ـ كما في : ” كشاف القناع ” (2/274) ـ . قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في : ” المجموع شرح المهذب” (5/501) : ” الأصح عندنا : أنه لا زكاة فيه . وبه قال.. مالك وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيدة وابن المنذر . وقال الحسن بن صالح وسفيان الثوري وأبو حنيفة وداود : يجب فيه الزكاة ” أ.هـ. وقال القرطبي رحمه الله تعالى في :” الجامع لأحكام القرآن ” (4/2965) : ” اختلف العلماء في زكاة الحلي فذهب مالك وأصحابه وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد إلى أنه لا زكاة فيه . وهو قول الشافعي بالعراق ووقف فيه بعد ذلك بمصر ، وقال : أستخير الله فيه . وقال الثوري وأبو حنيفة والأوزاعي في ذلك كله الزكاة ” أ.هـ .
والمختار عند الجماهير : عدم وجوب الزكاة ، قال النووي رحمه الله : ” وبه قال أكثر أهل العلم ” أ.هـ ؛ لأن الأصل براءة الذمة من ذلك ، وهو المروي عن جماعة من الصحابة ، ومنه ما خرجه عبد الرزاق في :”المصنف” (برقم : 7046) عن عمرو بن دينار أنه قال : سئل جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أفي الحلي زكاة ؟ قال : ” لا ” . وفيه ( برقم : 1047) عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ” ليس في الحلي زكاة ” . وعند البيهقي في : ” السنن” (4/138) بسنده إلى علي بن سليم أنه قال : سألت أنس بن مالك عن الحلي ؟ فقال : ” ليس فيه زكاة ” . وعند ابن أبي شيبة في : ” المصنف ” (3/155) بسنده إلى محمد بن أبي بكر أنه قال : ” كان مالنا عند عائشة فكانت تزكيه إلا الحلي ” .
وهو القول المشهور عنهم والتابعين ، يقول الإمام الباجي رحمه الله ـ كما في : ” تنوير الحوالك ” (1/235) ـ : ” وهذا مذهب ظاهر بين الصحابة ” أ.هـ . وسُئلت عمرة ـ من التابعين ـ عن زكاة الحلي فقالت : ” ما رأيتُ أحداً يزكيه ” أخرجه ابن أبي شيبة في : ” المصنف ” (3/155) .
والله أعلم
