عنوان: حديث: “لا يقبل الله صلاة رجلٍ مسبلٍ إزارَه”
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : بينما رجل يصلّي مُسْبِلاً إِزاره ، قال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “اذهب فتوضّأ ، فذهب فتوضّأ ، ثم جاء ، فقال : اذهب فتوضّأ ، فقال له رجل : يا رسول الله ما لك أَمرتَهُ أن يتوضّأ ؟ ثم سكت عنه . قال : إنّه كان يُصَلِّي وهو مسبلٌ إزارَه ، إن الله لا يقبل صلاة رجلٍ مسبلٍ إزارَه”. رواه أبو داود في: “السنن”(1/172- رقم:638) وغيره، قال الحافظ النووي رحمه الله تعالى في: “رياض الصالحين”(رقم:795): ” إسناده صحيح على شرط مسلم” وكذا في: “المجموع شرح المهذب”(3/178) وفي: “الخلاصة”(1/331 )
والحديث وإن صح سنده فلا قائل به من الفقهاء، يقول البدر العيني رحمه الله تعالى في: “شرح سنن أبي داود”(3/169-الرشد) : “الحديث منسوخ وضعيف؛ لأن فيه رجلا مجهول الاسم، وهو أبو جعفر”أ.هـ.وقال الشيخ محمود السبكي رحمه الله تعالى في: “المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود”(5/123) : ” وفي الحديث دلالة على عدم قبول صلاة مسبل الإِزار ، ولم يقل به أحد من الأمة لضعف الحديث. وعلى فرض ثوبته فهو منسوخ ؛ لأن الإجماع على خلافه”أ.هـ.
وأما ذهاب ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى في: “المحلى”(4/102) للقول بظاهر الحديث فمطرح ولو كان مذهبا لداود، يقول النووي رحمه الله تعالى في:”المجموع”(2\137):”ومخالفه داود لاتقدح في الإجماع عند الجمهور ” أ.هـ.
وقد حمل جماعة الحديث على الزجر للمسبل بطرا وكبرا، لحديث عبدالله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا ينظر الله إلى صلاة رجل ، يجرّ إزاره بطراً”[ ابن خزيمة في: “الصحيح”(1/382)]، وحديث ابن مسعود – رضي الله عنه – أنه قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “مَنْ أسبل إزاره في صلاته خُيلاء ، فليس من الله في حِلٍّ ولا حرام”[أبو داود في: “السنن”(1/172-رقم:637)] قال شرف الدين الطيبي رحمه الله تعالى -كما في: “شرح مشكاة المصابيح”( / ) -: “لعل السر في أمره بالتوضي وهو طاهر أن يتفكر الرجل في سبب ذلك الأمر فيقف على شناعة ما ارتكبه وأن الله تعالى ببركة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بطهارة الظاهر يطهر باطنه من التكبر والخيلاء لأن الطهارة الظاهرة مؤثرة في طهارة الباطن”انتهى
والله أعلم.
تمت بحمد الله