حديث: ” ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين “

حديث: ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسْطَ قَوْمٍ صَالِحِينَ”

 

 

    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : “ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين،فإن الميت يتأذى بجار السوء، كما يتأذى الحي بجار السوء”. رواه أبو نعيم في “الحلية”(6/354)، قال عنه الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى في: “المقاصد الحسنة”(رقم/47 ) : “حَدِيثٌ : ” ادْفِنُوا مَوْتَاكُمْ وَسْطَ قَوْمٍ صَالِحِينَ ، فَإِنَّ الْمَيِّتَ يَتَأَذَّى بِجَارِ السُّوءِ ، كَمَا يَتَأَذَّى الْحَيُّ بِجَارِ السُّوءِ ” . أبو نُعيم في الحلية، والخليلي ، من حديث سليمان بن عيسى ، حدثنا مالك ، عن عمه نافع بن مالك ، عن أبيه ، عن أبي هريرة مرفوعا بهذا ، وسليمان متروك ، بل اتهم بالكذب والوضع ، ولكن لم يزل عمل السلف والخلف على هذا” ا.هـ المراد.

     واستحباب الدفن في مقابر الصالحين رجاء بركة الجوار مشهور عند الفقهاء،قال المناوي رحمه الله تعالى في: “فيض القدير”(1/230) : “قال عبد الحق في: “العاقبة” : (فيندب لولي الميت أن يقصد به قبور الصالحين، ومدافن أهل الخير، فيدفنه معهم، وينزله بإزائهم، ويسكنه في جوارهم تبركا وتوسلا بهم) ” ا.هـ. وقرره السادة الحنفية كما في ” الفتاوى الهندية “(1/166) ونصها:” الأفضل الدفن في المقبرة التي فيها قبور الصالحين ” انتهى. والمالكية كما في: “الشرح الصغير”(1/370) و:”حاشية الخرشي”(2/133)،والشافعية كما في: “المجموع شرح المهذب”(5/246) و: “مغني المحتاج”(2/52) ونص “المجموع” : ” قال الشافعي في الأم والقديم وجميع الأصحاب : يستحب الدفن في أفضل مقبرة في البلد لما ذكره المصنف ، ولأنه أقرب إلى الرحمة ، قالوا : ومن ذلك المقابر المذكورة بالخير ودفن الصالحين فيها ” انتهى،والحنابلة كما في: ” الإنصاف ” (2/552) و:” كشاف القناع ” (2/142) ونص : “الإنصاف”: ” يستحب الدفن في البقعة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء وكذا البقاع الشريفة ” انتهى.

     ولذلك أدلة، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن موسى عليه السلام حين جاءه ملك الموت أنه : ( سَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ ) [رواه البخاري (رقم/1339) ومسلم (2372)]قال ابن بطال رحمه الله تعالى في :” شرح البخاري ” (3/325) :” معنى سؤال موسى أن يدنيه من الأرض المقدسة – والله أعلم – لفضل من دُفن في الأرض المقدسة من الأنبياء والصالحين ، فاستحب مجاورتهم في الممات ، كما يستحب جيرتهم في المحيا ، ولأن الفضلاء يقصدون المواضع الفاضلة ، ويزورون قبورها ويدعون لأهلها” انتهى المراد.

 

 


تمت بحمد الله

وكَتَبَ/

(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به

مِدرَاسُ الحَنَابِلةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ

 

0 Responses

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *