Search
Close this search box.

الخلاف في تسمية سيدنا الأعظم ﷺ بـ (ياسين)

قال ابنِ عاشُورٍ رَحمَه اللهُ:

“وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَدَّعِي أَنَّ (يس) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّبِيءِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -،وَبَنَى عَلَيْهِ إِسْمَاعِيلُ بْنِ بِكْرٍ الْحِمْيَرِيُّ شَاعِرُ الرَّافِضَةِ، الْمَشْهُورُ عِنْدَهُمْ بِالسَّيِّدِ الْحِمْيَرِيِّ= قَوْلَهُ:

-يَا نَفْسُ لَا تَمْحَضِي بِالْوِدِّ جَاهِدَةً  **  عَلَى الْمَوَدَّةِ إِلَّا آلَ يَاسِـينَـا

•وَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الصَّافَّاتِ:{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}، فَقَدْ قِيل:َ إِنَّهُ يَعْنِي آلَ مُحَمَّدٍ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -“.
http://cutt.us/Oxcvm

 

¤لكنّ تَسمِيَةَ سَيِّدِنا الأَعظَمِ ﷺ بـ (ياسين) قَدْ وَرَدَ فيه خَبرٌ وأَثَرٌ؛

 

-أَمّا الخَبَرُ: فحَدِيثُ أَبِي الطُّفَيْلِ، قال الآجُرِّيُّ رَحمَه اللهُ في:”الشَّريعة”:

“حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ،قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ،قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ،قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((إِنَّ لِي عِنْدَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَشْرَةَ أَسْمَاءٍ))

قَالَ أَبُو الطُّفَيْلِ:
(قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا ثَمَانِيَةً : مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ ، وَالْفَاتِحُ ، وَالْخَاتَمُ ، وَالْمَاحِي ، وَالْعَاقِبُ ، وَالْحَاشِرُ)
قَالَ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ:
(وَزَعَمَ سَيْفٌ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ لَهُ : إِنَّ الاسْمَيْنِ الْبَاقِيَيْنِ : طه ، وَيَاسِينُ)”
http://cutt.us/DQB2l

ورَواهُ ابنُ عَدِيٍّ رَحمَه اللهُ في:”الكامِل”(3/436-غزاوي).

والمُرادُ بـ(أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيّ)=إسْماعِيل بْن إِِبْراهِيم التَّيْمِي أَبو يَحْيَى،كما في:”تاريخ دِمَشْق”(3/28) لابنِ عَساكِرَ رَحمَه اللهُ

فلَيسَ هُوَ أَبا يَحْيَى المُتَّهَم بالوَضْعِ؛ لذا قال الزُّرْقانِيُّ رَحمَه اللهُ في:”شرْح المَواهِب”:

“رُوى عنه عليه الصلاة والسلام أنه، قال:..(أنا محمد وأحمد، والفاتح والخاتم، وأبو القاسم والحاشر والعاقب والماحي ويس وطه)

أخرجه ابن مردويه، وأبو نعيم عن أبي الطفيل، وضعَّفه ابن دِحْية، وَتَبِعه السُّيوطي بأنَّ فيه أبا يحيى= وَضَّاعٌ،وسيف بن وهب= ضعيفٌ.

قال الشّامي:
وليس كذلك، فإن أبا يحيى التَّيْمي اثنان إسماعيل بن يحيى الوضّاع المُجْمَع على تَرْكه،وليس هو الذي في سند هذا الحديث.
وإسماعيل بن إبراهيم التيمي،كذا سُمِّي هو وأَبوه في رواية ابن عساكر،وهو كما قال الحافظ في التقريب:(ضعيفٌ)انتهى،أي: لا وضَّاع فيَكون في سنده ضعيفان، فهو ضعيفٌ فقط،ورواه البيهقيُّ عن محمد بن الحَنَفِيَّة مُرْسلاً فيَعتَضِد[يَعنِي:يَتَقَوّي به]”انتَهَى.
http://cutt.us/pPGYT

-وأَمّا الأَثَرُ: فَمِنْه ما رَواه البَيهَقِيُّ في:”الدَّلائل”(ص/158-قلعجي) بقَولِه:
“أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عَمرو قالا حدثنا أبو العباس محمد بن يَعقوب قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْأَزْرَقِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ :(يس: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)”.

 

¤لذا ذَهَبَ جَمْعٌ مِن العُلَماءِ إِلى أَنَّ (يس) مِن أَسْماءِ المُصْطَفى ﷺ، قال الجَلالُ السُّيوطِيّ رَحمَه اللهُ في:”الرِّياضُ الأَنِيقَةُ في أَسْماءِ خَيرِ الخَلِيقَةِ”(ص/272-زغلول):”(يس)ذَكَرَه [اسْماً لِخَيرِ الخَلِيقَةِ]= خَلْقٌ”انتَهَى المراد.

 

•واخْتُلِفَ في مَعنى (يس) على أَقْوالٍ، ذَكَرَها القَسْطَلّانِيّ رَحمَه اللهُ في:”المَواهِب اللَّدُنِيَّة” كما هُنا:
http://cutt.us/YHPD

 

¤ أَمّا قَوْلِهِ تَعَالَى:{سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ}=فانظُر تَفسيرَه هُنا:
http://cutt.us/bi4HU

 

وفي:”الدُّرُّ المَنْثُورُ”:
“أَخْرَجَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَالطَّبَرَانِيُّ،وَابْنُ مَرْدُويَهْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: {سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِين}َ= قَالَ:(نَحْنُ آلُ مُحَمَّدٍ، آلُ يَاسِينَ)”
َ http://cutt.us/HSsSd

 

والله أعلم@

 

 

وكَتَبَ/

(صالحُ بنُ مُحمَّدٍ الأَسْمَرِيّ)
لَطَفَ اللهُ به

مِدرَاسُ الحَنَابِلةِ ببلادِ الحَرَمَين
حَرَسَها اللهُ

 

 

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *