عنوان: اغتنم عمرك
بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
بسم الله الرحمن الرحيم
اغتنــــــــم عُمْــــــــــــرَك
الليل والنهار َيعْملان فيك ياابن آّدم فاغتنم الأنفاس, فإن:-
أنفاسنا أقوات أوقاتنا والقوت لابد له من نفاد (1)
وإياك أن يستوي يوماك, وقديما قيل: (من استوي يوماه فهو مغبون) (2). وفي الحديث الشريف: “اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك,وغناك قبل فقرك, وفراغَك قبل شغلك, وحياتَك قبل موتك”(3).
قال أبو حامد الغزالي (رحمه الله تعالي): ((وأوقاتك عمْرُك, وعمرك رأسُ مالك , وعليه تجارتك , وبه وصولك إلى نعيم الأبد في جوار الله تعالى , فكل نفس من أنفاسك جوهر لا قيمة له, إذ لابدل له, فإذا فات فلا عودة له .فلاتكن كالحمقى الذين يفرحون في كل يوم بزيادة أموالهم مع نُقْصان أعمارهم , فأي خير في مال يزيد وعمر ينقص؟ فلا تفرح إلا بزيادة علم أو عمل, فإنهما رفيقاك يَصْحبانك في القبر حيث يتخلٌف عنك أهلك ومالك وولدك وأصدقاؤك ))ا.هـ .(4)
والموفق الرشيد من يأخذ نفسه بشيئين:
أولهما: ترتيب أعماله علي زمانه؛ لَيْقطع أشواط عُمره في آمال قد تحققت,وتنشط نفسه مع نهاية كل شوط.
وهو ملحظ أهل الاحسان مع الأنساك المتعددة, يقول أبوحامد الغزالي (رحمه الله تعالي):”لاينبغي أن تكون أوقاتك مهملة فتشتغل في كل وقت منها بما اتفق! وكيف اتفق!بل رتب أورادك ووظائفك في ليلك ونهارك, وعيِّن لكل وقت شغلا لا تتعداه, ولاتُؤْثر فيه سواه.” ا.هـ (5)
الثاني : إشغال فراغه بما ينفع,وفي الخبر:”إن الله لا يحب الفارغ الصحيح لا في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة.” (6)
1)ديوان أبي الفتح البستي (ص/244).
2)ينسب لسيدنا موسي الكاظم كما في ((كلام الليالي)) (ص/52 ) لابن أبي الدنيا.
(3)رواه الحاكم في ((المستدرك )) (4/306 )وصححه.
4)بداية الهداية (ص/120).
5)بداية الهداية (ص/20).
6) رواه الطبراني في “الكبير”(8461، 8460)عن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه