عنوان: إرشاد لكتاب معتمد في الأذكار المأثورة
بقـلم:(الشيخ صالح بن محمد الأسمري)
بسم الله الرحمن الرحيم
استشارة:
فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم
كثرتْ كتب الأذكار في المكتبات، فما هو الكتاب الجامع الذي تَنْصحون به؟
جزاكم الله خيرا
إرشاد:
مرحبا بكم عزيزي
الكتاب المعتمد عند المتأخرين في الأذكار المأثورة هو كتاب : “حلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة بالليل والنهار“ المعروف ب”الأذكار” لأبي زكريا يحيى بن شرف النووي(ت/676هـ )رحمه الله تعالى، قال عنه الحافظ الذهبي رحمه الله في: “السير”-كما في: “المنهل العذب الروي، في ترجمة القطب الأولياء النووي“للسخاوي-“الشيخ الإمام القدوة، الحافظ، الزاهد العابد، الفقيه المجتهد، الرباني، شيخ الإسلام، حسنة الأيّام، محيي الدين، صاحب التصانيف التي سارت بها الركبان، واشتهرت بأقاصي البلدان“أ.هـ.
وقد ساق فيه نحوا من(1324)حديثا على تراجم بلغت (356)بابا،مبتدءا ب(كتاب الصلاة) وخاتما ب(كتاب الإستغفار)،وجمعه من مصادر بينها بقوله في مقدمته: ” وأقتصر في هذا الكتاب على الأحاديث التي في الكتب المشهورة التي هي أصول الإِسلام وهي خمسة: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والترمذي، والنسائي. وقد أروي يسيراً من الكتب المشهورة غيرها.
وأما الأجزاء والمسانيد فلستُ أنقل منها شيئاً إلا في نادر من المواطن، ولا أذكرُ من الأصول المشهورة أيضاً من الضعيف إلا النادر مع بيان ضعفه، وإنما أذكر فيه الصحيح غالباً، فلهذا أرجو أن يكون هذا الكتاب أصلاً معتمداً. ثم لا أذكر في الباب من الأحاديث إلا ما كانت دلالته ظاهرة في المسألة”أ.هـ. وطريقته فيه أوضحها بقوله: ” وقد صنَّف العلماءُ رضي اللّه عنهم في عمل اليوم والليلة والدعوات والأذكار كتباً كثيرةً معلومةً عند العارفين، ولكنها مطوّلة بالأسانيد والتكرير، فضَعُفَتْ عنها هممُ الطالبين، فقصدتُ تسهيل ذلك على الراغبين، فشرعتُ في جمع هذا الكتاب مختصراً مقاصد ما ذكرته تقريباً للمعتنين، وأحذف الأسانيد في معظمه لما ذكرته من إيثار الاختصار، ولكونه موضوعاً للمتعبدين، وليسوا إلى معرفة الأسانيد متطلعين، بل يكرهونه وإن قَصُرَ إلا الأقلّين، ولأن المقصود به معرفةُ الأذكار والعمل بها، وإيضاحُ مظانّها للمسترشدين، وأذكر إن شاء اللّه تعالى بدلاً من الأسانيد ما هو أهم منها مما يخلّ به غالباً، وهو بيان صحيح الأحاديث وحسنها وضعيفها ومنكرها، فإنه مما يفتقر إلى معرفته جميعُ الناس إلا النادر من المحدّثين، وهذا أهمّ ما يجب الاعتناء به، وما يُحقِّقهُ الطالبُ من جهة الحفاظ المتقنين، والأئمة الحُذَّاق المعتمدين، وأضمُّ إليه إن شاء اللّه الكريم جملاً من النفائس من علم الحديث، ودقائق الفقه، ومهمات القواعد، ورياضات النفوس، والآداب التي تتأكد معرفتُها على السالكين. وأذكرُ جميعَ ما أذكرُه مُوَضَّحَاً بحيث يسهلُ فهمه على العوام والمتفقهين”أ.هـ..
ولذا غدا كتاب: “الأذكار” قِبْلة الأخيار، قال ابن علان رحمه الله تعالى في: “الفتوحات الربانية”(1/4) : “كتاب (الأذكار) عظيم المقدار،سامي الفخار…وقال غيره من العلماء الذين عليهم المدار: بع الدار واشتر الأذكار…ولذا علَّق عليه أهالي الصلاح،وشرب من سلسبيل زلاله أرباب الفلاح”أ.هـ.
وقد طبع في نشرات عديدة، أفضلها نشرة: “دار المنهاج بجدة” المحققة على نُسخ خطية معتمدة، مع خدمة ضافية للكتاب. فجزاهم الله خيرا.
تمت بحمد الله