إرشاد بكتاب في التعريف بأعلام المسلمين

عنوان: إرشاد بكتاب في التعريف بأعلام المسلمين

بقلم:(الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

 استشارة:

شيخنا الكريم: السلام عليكم

هلا أرشدتمونا لكتاب عرَّف بأعلام العصر الحديث يُعتمد عليه? مع الشكر الجزيل 

 

إرشـــــــاد:
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

     مرحبا بكم عزيزي

     ثمة كتب إلا أن أجمعها وأشهرها كتاب “الأعلام” لخير الدين الزركلي (ت/1397هـ)في طبعته الرابعة سنة (1979م) بدار العلم للملايين ببيروت في ثمان مجلدات من القطع الكبير.

     والكتاب معدود من مفاخر العصر الحديث, يقول البحاثة الدكتور محمود الطناجي رحمة الله تعالى:”أما”الأعلام” فهو خير كتاب أُلِّف في بابه, بل هو خير ما كتبه كاتب في تراجم الرجال والنساء في هذا العصر… وخلاصة القول: أن هذا الكتاب أبلغ رد على من يزعم أن العرب المعاصرين لم يصنعوا شيئا  ذا بال في تراجم رجالهم وأعلامهم, وأنه لاينبغي أن تخلو مكتبة طالب علم من هذا الكتاب “انتهى من”الموجز” (ص/82) له.

     والكتاب لَحِقتة ستة أعمال بيَّنها الأستاذ البحاثة (الشيخ محمد بن عبد الله الرشيد)حفظة الله-في مقدمة كتابه المهم: “الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام” المطبوع سنة (1422هـ) بدار ابن حزم ببيروت. وفيه يقول:”وعن هذه الطبعة الرابعة-لكتاب (الأعلام)-بقية الطبعات اللاحقة إلا أننا نجد في بعض الطبعات زيادة أو نقصاناً مما سترى أمثلة عليه في كتابي هذا, وهذا ناتج عن أيدٍ خفيّة تتصرف بهذا الكتاب يستحسن وضعها تحت المجهر؟!!” ا.هـ”

 

     فائدة: قال الأستاذ البحاثة محمود الطناحي رحمه الله تعالى في كتابه: “الموجز”(ص/83) : ومحاسن هذا الكتاب – يعني: “الأعلام” للزركلي – كثيرة ، وإن فاتنى ذكر هذه المحاسن مجتمعة ، فإني أشير إلى أبرزها : 

1-             الدقة البالغة في تحرير الترجمة ، وإبراز أهم ملامح العلم المترجم .

2-             ذكر ما قد يكون من خلاف ، في الاسم، والمولد والوفاة ، ونسبة الكتب مع اتخاذ مواقف الحسم، أو الترجيح

3-             تنقية بعض كتب التراجم مما علق بها ، من وهم ، أو تصحيف ، أو تحريف .

4-              الرجوع في توثيق الترجمة إلى المصادر المخطوطة ، إذا عزت المطبوعة ، أو كانت الثقة بها نازلة.

5- الاستعانة بالمراجع الحية ، من أهل العلم ، والمنتسبين إلى مذهب المترجم.
6- جلاء الغموض الذي يكتنف بعض الأعلام.

7- التنبيه على بعض الفوائد العلمية.

8- الإنصاف والبعد عن الهوى ، وسوق الرأي الخاص ملففاً في بجاد النزاهة والتصون. وأكثر ما ترى ذلك في تراجم المعاصرين ، من أهل الفكر والأدب والسياسة.

9- الإحالة الذكية بعد الفراغ من الترجمة إلى أصول المصادر والمراجع .
10- ذكر نفائس المخططات ونوادرها ، التي رآها في رحلاته وأسفاره . وكذلك التي اطلعه عليها أصدقاؤه ، وفي مقدمتهم السيد أحمد عبيد ، بدمشق ، وما أكثر ما أشار إليه في تعليقاته.
11- إثبات صور خطوط العلماء قديماً وحديثاً . وهذا يفيد في توثيق المخطوطات التي يقال إنها بخطوط مؤليها . فعن طريق مضاهاة ما بيدك منها بما أثبته من تلك النماذج للخطوط ، يظهر لك وجه الصواب ، أو الخطأ . 

ويتصل بذلك إثباته لتوقيعات الخلفاء والملوك والأمراء والوزراء وصور المحدثين من المعاصرين ومن قرب منهم ، ممن أدركهم فن التصوير الفوتوغرافي .

12- وقد زان ذلك كله حسن البيان ، وصفاء العبارة . فالرجل رحمه الله ، كان أديباً شاعراً. وقد كان الأدب ومازال ، خير سبيل لإيصال المعرفة ، وسرعة أنصابها إلى السمع ، واستيلائها على النفس . والبليغ يضع لسانه حيث أراد . وإنك لتجد كثيراً من الدراسات قد جمعت فأوعت  لكنها لم تبلغ مبلغها من النفع والفائدة ؛ لجفافها وعسرها .

أما ما وراء ذلك من حلو الشمائل ، وكرم الطبع ، ونقاء الخلق ، فهو مما لهج به الخاصة والعامة ، ممن اتصلوا بالرجل ، بسبب من الأسباب .

ولست أشك في أن إقامة الزركلى – رحمه الله – في مصر والمغرب ، سنين ذوات عدد ، قد أعانته على إقامة ذلك الصرح الشامخ . وآية ذل أن كثيراً من نماذج المخطوطات ، التي امتلأ بها كتابه ، من محفوظات دار الكتب المصرية ، ومعهد المخطوطات بالقاهرة ، وخزائن الكتب الخاصة والعامة ، بالمغرب الأقصى. انتهى. 

 

 

 

     وبالله التوفيق.

 

تمت بحمد الله 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *