Search
Close this search box.

إرشاد بالتزام ثلاثة ضوابط في اختيار المتن العلمي

إرشاد بالتزام ثلاثة ضوابط في اختيار المتن العلمي

بقلم: (الشيخ صالح بن محمد الأسمري)

 

استشارة:

     شيخنا المبارك

     السلام عليكم ورحمة الله

     ما هي الصفات المشـترطة في (المتن) العلمي الذي يُعْتَكَف على حفظه في كل فن؟ وجزاكم الله خيرًا.

إرشـــــــاد:

     وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

     مرحبا بكم عزيزي

     لاختيار (المتن) العلمي شروطٌ ثلاثة, درج على مراعاتها العلماء, وهي:

     أولاً: الاختصار. يقول ابن جماعة في “تذكرة السامع والمتكلم” (ص/216): “يحفظ- أي: الطالب- في كل فن مختَصراً” ا.هـ. وللاختصار معنى بيَّّنه ابن فارس في “مقاييس اللغة” (2/189) بقوله: “الاختصار: ترك فضوله, واستيجاز معانيه” ا.هـ. والمرداوي في “شرح التحرير” (1/123) بقوله: “المختصر: ما قلَّ لفظه وكثرت معانيه. والاختصار: إيجاز اللفظ واستيفاء المعنى وقيل: رد الكلام الكثير إلى قليل فيه معنى الكثير وسمي اختصاراً لاجتماعه” أ,هـ. وفيه: “فإن حفظ المختصر أيسر وأسهل وأهون على النفوس” ا,هـ.

     ثانياً: كونه جامعاً لمسائل الفن. إذ لو لم يكن كذلك لما كان كافياً للمنجمع عليه. وهو وصف اشتهر عند الأئمة اعتباراً ومن ثمَّ كثرت التواليف بغية نوال ذلك في مختلَف العلوم. ومنه قول الحافظ الحازمي رحمه الله في “العجالة” (ص/3): “اعلم أن علم الحديث يشتمل على أنواع كثيرة تقرب من مائة نوع, وكل نوع منها علمٌ مستقلٌ لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته, لكن المبتدئ يحتاج أن يستطرف من كل نوع, لأنها أصول الحديث” ا,هـ. وفيه “مقدمة ابن الصلاح” يقول البدر الزركشي رحمه الله في “النكت على ابن الصلاح” (1/9): “وجاء بعدهم الإمام أبو عمرو بن الصلاح فجمع مفرقهم, وحقق طرقهم, وأجلب بكتابة بدائع العجب, وأتى بالنكت والنخب, حتى استوجب أن يكتب بذوبِ الذهب, والناس كالمجمعين على أنه لا يمكن وضع مثله و قصارى أمرهم اختصاره من أصله” ا,هـ.

     ثالثاً: اعتماد متأخري أئمة الفن له. فكتاب سيبويه مثلاً كان عند المتقدمين غاية. يقول السيرافي في “أخبار النحويين البصريين” (ص/50): “وكان كتاب سيبويه لشهرته وفضله علماً عند النحويين, فكان يقال بالبصرة: قرأ فلان الكتاب, فيعلم أنه كتاب سيبويه, وقرأ نصف الكتاب, ولا يشك أنه كتاب سيبويه” ا.هـ. وأما عند المتأخرين فخلاصة ابن مالك المشهورة بـ”الألفية”, والتي لخص فيها مضامين (الكافية الشافية) له, وهي منظومة في نحو ثلاثة آلاف بيت من الرجز. وهكذا الحال في بقية الفنون.

     فائدة: قال المحبي في “قصد السبيل فيما في اللغة العربية من الدخيل” (2/442): “المتن: الكتاب الأصلي الذي يكتب فيه أصول المسائل, ويقابله الشرح, مولَّد لم يرد عن العرب, وإنما هو مما نقله العرف تشبيهاً له بظاهر الظهر الذي هو معنى المتن الأصلي في القوة والاعتماد عليه” ا.هـ.

تمت بحمد الله 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *